إذا اشتدت عليك الأمور .. وتعقدت عليك الحلول.. وخيّم لديك الحزن.. وزارك الضيق..
وجاء أحدهم يقول لك: “اصبر” .. أو أنك تتذكر كلام الله {فاصبر}…
وكيف نصبر!!
هل فكرنا “كيف نصبر؟” .. ماذا نفعل بالضبط لنعرف ما هو شعور الصبر؟ .. هل هو انتظار! هل هو الوقوف ساكنًا! هل هو تجميد المشاعر!…
وجدت كثيرا أن الصبر يرتبط بالتسبيح في القرآن!!
في قوله تعالى: {فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى} ١٣٠ طه
وكذلك في سورة الحجر٩٨، قال تعالى: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين}
أما في سورة ق ٣٩ – ٤٠ فيقول الله سبحانه وتعالى: {فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب * ومن الليل فسبحه وأدبار السجود}
وكأنها قاعدة! لكي تصبر يجب عليك أن تسبّح!!
ما معنى ذلك!؟
التسبيح ليس تحريك اللسان بـ “سبحان الله” من غير أن أعرف معنى ذلك!
كما أن التسبيح ليس كلام بالضرورة! لقوله تعالى: (وما من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) ..
وأيضاً قد نسمع التسميع ولكن لا نفقه ذلك!
التسبيح يجعل عقلك في فناء.. وفناء الشيء يعني أن تتلاشى حدوده.. فيصبح فضاء!
الفناء هنا .. أن لا تفكر في نفسك .. لا تراها .. ولا ترى مشكلتك بعينك.. بل كل فكرك وتركيزك هو “الله” الذي يعلم ما في صدرك.. كيف؟
تركيزك على “الله” وحده يعتبر أولى الخطوات نحو التوحيد! فسبحان الله عن أن تشرك معه نفسك!!
كما في قوله تعالى عندما قال سيدنا يونس وهو في بطن الحوت وضاق به كل شيء، {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}.. ويقول الله تعالى: {فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون}..
ولذلك.. إذا أردت الصبر فعليك بتنزيه الله وتوحيده من غير أن تشرك معه نفسك.. من غير أن تشرك مع إرادته إرادتك!.. من غير أن تشرك معه بأن حلك هو الحل المناسب والوحيد لمشكلتك!.. من غير أن تشرك معه تفكيرك بالهروب ظنًا منك أنه الحل المناسب ومن غير أن تنتظر إشارة من الله وثقة ويقين يثبت الله به قلبك!.. كما فعل سيدنا يونس وترك قومه من غير أن ينتظر أمر الله!
فكرت كثيرًا في كيف أصبر!؟ فجاءت الآية: {وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا}!!
وبالفعل وجدت نفسي دائمًا أن عقلي سيظل ناقصًا .. فأنا لن أعلم ولن أُحِط بكل الأمور خبرا.. فمهما رأيت أي شيء سأراه من زاوية.. زاويتين.. عشر وعشرين .. لكنني لن أراه ٣٦٠ درجة.. رؤيتي لن تحيط بالأشياء… (إذا كنت أنا الجُرم الصغير!)
لكن……!
الذي خلقني ويدركني {ألا إنه بكل شيء محيط}… {وكان الله بكل شيء محيطا}..
فسبحان الله عما أظن بأنني قادرة تمامًا على تخطي العوائق والصعاب من غير أن أرجع له تمامًا .. وأوحده بحيث لا يبقى أحد معه..
سبحانك .. لا إله إلا أنت!!
فقط حينها .. تخف وطأة المشكلة.. وربما تتلاشى تمامًا كأنها لم تكن!.. والأمر الأجمل أنه بعد تسبيحك وتوحيدك، يرسل الله لك رسائل واضحة كالشمس.. يؤتيك اليقين والهدى، ويلهمك الصواب!!
“سبحان الله”
هذا كلام عمل… جرّب وسترى حتمًا..
وإذا أحببت أرسل تجربتك.. لنسمو معًا في سبحانية!
المقالة يات في وقتها كأنها رسالة من الله. في حياتي قبل ما عرفت الصبر أبدا ودائما الاقي حلول حق الأذية اللي اتلقاها من الغير وغالبا ما تكون الحلول في إني أرد الأذية. قاعدة اتعلم الصبر وشعوره جميل. شعور اني اتقرب من الله مع كل أذى قاعد اييني من الناس. شكرا على الكلام
ممتنة لك 🌷 وهنيئا لك هذا الوعي والقرب الجميل 💖💖
سلام عليكم عزيزتي فاطمة 💜.. حقيقة جربت كثيرا التسبيح والسجود حينما اتعرض لمضايقة خصوصا المضايقات الكلامية.. وحقا حينما لا ملجأ إلا إليه يكون هو الملاذ والبلسم الشافي للقلب حيث أن كل كلمات الناس والعالم من حولك لا تفعل كسحر التسبيح والسجود..
وعليكم السلام حبيبتي رملة .. بالفعل التسبيح هو البلسم لكل ما يضايق.. جعلك الله وإيانا من العارفين والعاملين بأسرار التسبيح