على هذه الأرض تعيش القبائل والشعوب .. بجمال اختلافاتهم في اللغة والثقافة واللون والعلم والديانة والعادات والتقاليد … وغيرها الكثير حتى يمتد الاختلاف إلى أفراد العائلة الواحدة … بل ويمتد إلى الجسم الواحد فالبصمات مختلفة حتى في اليد الواحدة.. وجسمك يختلف عن ما كان عليه بالأمس.. وخلاياه مختلفه .. وفكرك ليس كما كان قبل عام..
أنت والعالم وكل ما فيه مختلف ومتغير وهذه سُنة الله…
اختلافنا لا يعطينا الحق أن نقارن ونحكم ونسخر من بعضنا..
في الوعي الروحي..
كونك أسود لا يعطيك الحق أن تسخر من الأبيض! ولا العكس..
كونك ذكي لا يعطيك الحق أن تسخر ممن تعتقده أنت أنه غبي! ..
كونك متديناً مؤمناً لا يعطيك الحق أن تسخر ممن أنت تعتقده غير متدين أو كافر!!
كونك محسن لا يعطيك الحق أن تسخر ممن أنت تراه أنه مسيء!
كونك جميلاً لا يعطيك الحق أن تسخر ممن أنت تراه غير جميل!!
والقاعدة الإلهية تقول.. لا فرق بين كل تلك الاختلافات الظاهرة إلا بباطنها .. ومن يرى الباطن ويجزم به غير الله الذي خلق القلوب!!
ولذلك أُمرنا بأن “لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ”
ما أروع هذه الجماليات والاحساس وصدق الأدب ..
ولنبدأ من الآن .. لنعود أنفسنا .. قبل أن نرى عيوب الآخرين وينطلق لساننا لنسخر بهم.. لنقل لأنفسنا ما قيل في الأبيات الشعرية التالية:
لسانُكَ لا تَذكُرْ بِهِ عَورَةَ امرئٍ فَكُلُّكَ عَوراتٌ وللنّاسِ ألسُنُ
وعَيناكَ إنْ أبدَتْ إليكَ مَعايِباً فصنها وَقُلْ يا عَينُ للنّاسِ أعيُـنُ
وتأكد أننا إن سخِرنا من أحد فالعيب فينا.. ويكمن في عجبنا بنفسنا أننا الأفضل ..
إن كان عندك علم ترى نفسك به على الجاهل.. ستكون أكثر جهلاً لأنك تجهل أن ما لديك هو فضل الله عليك .. فبدل أن تزدري الشخص أو تسخر منه يجب عليك أن تحمد الله على النعمة التي أعطاك إياها وقادر على أخذِها منك في لحظة..
ثم تدعو الله أن يرزقه العلم كما رزقك!!!
وهذا بداية جمال الوعي الروحي!!