هناك من يكون بقربك ولكنك لا تشعر بحضوره معك!
هناك من يصلي ويصلي لكنه ليس حاضرا في صلاته! {فويلٌ للمصلين}! {الذين هم عن صلاتهم ساهون}!
هناك من يتواجد في مقر العمل، لكنه ليس حاضرًا في عمله!! ولذلك نشكو قلة الإنتاجية!
هناك من يلامسه لطف الهواء! وضوء الشمس وتمر على عينيه اخضرار الورق، لكنه ليس بحاضر في الجمال والسلام!
هناك من أراد الله العظيم أن يخلقه، فخلقه وصوّره وذكره، حيث أنه لم يكن شيئًا مذكورا، لكنه ليس بحاضر في نعمة الوجود والصحة!
الحضور.. الإحساس باللحظة.. التركيز والانتباه للأشخاص والأشياء من حولك هو ما يفرق بين الحي والميت! الحاضر والغافل!
لا يمكنك رؤية شيء وإن كانت عيناك مفتوحتان! فلابد أن تكون حاضرًا!
لا يمكنك أن تسمع شيء وإن كنا نرى أذنيك! فلابد أن تكون حاضرًا!
من يكن فعلًا حاضًرا يفهم ما حوله! يكن سعيدًا.. شاكرًا.. معطاءً.. فيتصرف بحكمه!
ومن يكن غافلًا عن لحظته.. يشقى ولايعلم سبب شقائه حتى يأتيه الموت!
{حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ}!!
ماذا ترك!؟
الحضور!!
في الحضور… تسأل نفسك: {ماذا أستطيع أن أقدم من خير للخلق وإحساس بالحب والجمال في هذه اللحظة أو الساعة؟}
أما في الغفلة… فإن نفسك تسألك: {ما الذي تستطيع الحصول عليه غدًا! وهل يمكنك تأجيل ما تريد عمله إلى الغد! هل تخطيطك سليم للمستقبل! وهل سيحوز على إعجاب الناس ما ستعمله غدًا! وهل فلان يستحق ما ستعمله…الخ من الأوهام!! }..
إن كنت حاضرًا.. كنت قائدًا لنفسك.. وسابقًا بالخيرات في كل مكان ومع كل الناس.. فتكون نفسًا مطمئنة! وتكون ممتنًا!
وإن كنت غافلًا.. كانت نفسك قائدة لك.. وهي نفس لوّامة أمارة بالسوء! كلما أتتك فكرة خير تعمل بها، جاءت بما يناقضها وبما يشتتك عن هدفك!.. وفي كثير من أحوالك تكون متذمرًا!
كن حاضرًا الآن.. وانظر من حولك.. وتصرف حالًا!
ابتسم.. قدّر وقل خيرًا.. واحضن من حولك واظهر حبك لهم.. كن سعيدًا.. وتأمل في كل النعم الظاهرة والباطنة! واشكر عليها حالًا..
كن حاضرًا!