تواصلك مع الناس له مقياس .. إن قسته “عليهم” سيكون أسلوبك متذبذب فإن كان الذي أمامك طيب كنت الأطيب .. وأما إن كان سفيه فتسفه أخلاقك.. وبذلك تكون رهن أخلاق الناس!!
أما إذا قست تواصلك وتعارفك مع الناس عليك “أنت”.. فسيكون أسلوبك أيضاً متذبذب.. فتارة تكون في مزاج حسن وتكون مرتاح النفس وسعيد فتتعامل بكل حب ولباقة.. وتارة تكون في مزاج ليس بجيد.. وقد تكون قلقاً .. منحبطاً .. متضايقاً.. وبالتالي ستنعكس تلك الطاقة على تعاملك مع الناس .. وبذلك تكون رهن مزاجك!!
تعاملك مع الناس له مقياس راقي جداً .. وثابت ليس بمتأرجح.. وهو أن تعامل الناس وكأنك ترى الله قبل أن تراهم..
فإن جاءك العميل على سبيل المثال .. فاخدمه بكل ما تستطيع عمله .. ليس لأجل تحليل راتبك.. أو تحسين صورة شركتك.. وليس لأجل سمعتك.. وإنما حباً فيمن خلقك وأخبرك أن “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس” .. وإذا كان هذا الحب يحركك فلن يقف أمامك شيء في خدمة الناس .. وستبذل جهد الجماعات ولو كنت فرداً..
أما إن كنت تخدم الناس من أجل راتبك.. فسيكون عطائك في الخدمة رهن رضاك عن راتبك.. أو انتظارك لزيادة أو علاوة أو ترقية.. وأما إن كانت لسمعتك.. فسيكون عطائك الجميل محدود على من يغذي سمعتك ويصب في مصلحتك! فمثلا أحيانا خدمة الفقير أو المغترب أو المسكين لا تدخل فيه مصلحتك أو الاستفادة بشيء كمقابل!!
عامل شريك الحياة .. أبنائك.. أهلك.. وأحسن إليهم حباً فيمن خلقهم..
هذا الحب هو الذي يحول الزوجين إلى عشاق.. والوالدين إلى أوفى صديقين..
أحسن إلى كل الناس .. وكن متيقناً بتلك القاعدة الإلهية أن جزاء هذا الإحسان إحسان!! والفرق شتان..
بين أن تحسن كإنسان .. وبين أن يحسن الله إليك!!
وتبدأ بعدها رحلة العشق الإلهي بين حلاوة رزق الله لك وجمال إنفاقك به للناس.. فتعيش في جماليات “أحسن كما أحسن الله إليك”..