إذا كنت وما زلت تفكر في الأمر الذي ضايقك وتركز على المشاعر وأنت تتحمل معاناة تلك الأفكار من غير أن تبديها بأي شكل من الأشكال فإنك “لست صابرا” وإنما “كظيم”!
قال تعالى: ( وَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)
الصبر فن الفراغ!! أن تفرغ قلبك من كل شي!! وكأن الأمر الذي تمر به لا يعنيك!! وهذا قرار تتخذه!! تفوض أمرك نهائيا .. مبدئيا تتناساه.. بعدها تكاد تنساه!!
وكلما جاءتك تلك الأفكار، صرفتها بكل حب وسكبتها مع جريان النهر…
حتى يصبح فؤادك فارغا!! “كفؤاد أم موسى”!!!
من يصبر لله (يوقف أفكاره ويوقف الأنا التي بداخله) فقط حينها يصبح منفتحا لاستقبال أمور أخرى وهي تجليات لطف الله!! حيث أن القاعدة الإلهية في الصبر هي (إن الله مع الصابرين)!
حينها سيتوضح تدريجيًا ما معنى (ادفع بالتي هي أحسن!).. كل أفكارك هي “أحسن” ولا تدخل في السوء.. أو التذمر والشكوى.. الانتقاد واللوم.. الخ
هذه الآية تلتها آية (وما يلقاها إلا الذين صبروا!! وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم!)..
صبروا… الصبر فن عظيم .. له أشكال تبدأ بكظم الغيظ .. ثم التخلص من تلك المشاعر نهائيا بالعفو.. ثم إلى درجة الإحسان.. فتُحسن إلى من أساء إليك قوةً وجمالًا وشجاعةً وتأثيرًا منك.. فيصبح عدوك كأنه ولي حميم!!
ادفع بالتي هي أحسن!!
أحيانًا يكون الدفع بالتي هي أحسن.. أن يكون قلبك خاليًا..
فالشيء الفارغ هو الذي يستطيع أن يستقبل!! وليس الممتلئ!
(فإذا فرغت فانصب.. وإلى ربك فارغب)
***
ملاحظة: للتدرب وممارسة فن الفراغ، يمكنك الانضمام معنا في دورة ٣ أسرار للتشافي العاطفي (مصاحبة مع جلسة إرشادية مجانية)، حيث نتطرق لذلك في أول سر وهو سر النفي.. لمزيد من المعلومات عن الدورة أو التسجيل، يرجى الضغط على الرابط التالي: https://sukoon.teachable.com/p/3secrets