هناك وجه آخر للحزن..
عندما يأتيك الحزن في موقف.. أو من كلمة.. أو في علاقة حب!.. فإنه بكل بساطة هو رسول لك! يحمل لك رسالة واضحة وضوح الشمس.. لكنك إن كنت في سجن نفسك وأفكارك فإنك لن ترى سوى الجدران وليس النور!
كيف ذلك؟
الحزن شعور يخبرك أنك قد انحرفت عن الطريق “المستقيم”… فيأتي الحزن بكل حب ليهمس لك “إلى أين أنت ذاهب!.. ماذا تتوقع من مخلوق آخر نفسك؟ لماذا تحب الأشخاص أو الأشياء لذاتهم!!؟ أوليسوا كلهم لا يملكون ذاتهم.. فهم ليسوا قائمين بذاتهم! كلهم مخلوقات.. متغيرة.. !! الأشياء تفنى.. والأشخاص تارة في حب وهيام.. وتارة في خوف.. وتارة أخرى في غضب وانتقام!.. وما تريده الآن من مخلوق.. ليس له وجود لاحقًا.. ولا يغنيك شيئًا!
الحزن إشارة إلهية مليئة بالحب واللطف .. تقول لك: كن مع الله .. لا مع سواه! .. أحب كل شيء نسبةً لمحبته! لا حبًا لذات الشيء أو الشخص .. فكل الخلق قائم لذاته هو!! فلا معبود إلا هو .. ولا محبوب إلا هو.. ولا جمال قائم إلا به.. ولا إحسان يأتيك إلا به.. ولا رزق إلا منه .. ولا ملجأ حقيقةً إلا إليه..
هو .. هو … هو … ولا سواه!
وكلما حزنت.. قل للحزن أهلًا بك.. ومرحبًا بتذكيرك!!
وفي اللحظة التي تتذكر فها سيتلاشى الحزن… فلا يستوي الحزن وأنت مع الله!!
(ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
جميل جدا